مضاعفات جهاز التنفس الاصطناعي، من المعروف أن جهاز التنفس الاصطناعي لا يمكن الاستغناء عنه في المستشفيات، إذ يفيد في إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس، والذين يمرون بحالات إغماء، وهي من الحالات الشائعة التي تتواجد في المستشفيات، ولهذا يدرك الناس فوائد هذا الجهاز، نظرًا للوظائف التي يقوم بها، ولكنهم يغفلون عن أضراره ومضاعفاته بعد استخدامه، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

جهاز التنفس الاصطناعي

• يعد هذا الجهاز وسيلة لإنقاذ حياة المرضى، إذ يتم وضعه على فم المريض لتزويده بالأكسجين وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، كما يمكن وضعه داخل فتحة في عنقه من خلال إجراء عملية جراحية، كما يحتوي هذا الجهاز على جهاز إنذار، ليصدر صوتًا في حالة حدوث أي مشكلة، كما يتصل بالكثير من الأجهزة الأخرى المساعدة له.
• لا يقتصر استخدام هذا الجهاز على حالات الإغماء وضيق التنفس فقط، بل يمكن استخدامه بعد إجراء العمليات الجراحية، لمساعدة المريض على التنفس حتى يتم استرداد عافيته بشكل كامل ويكون لديه القدرة على التنفس المستقل، ويمكن أن يطلق عليه جهاز المنفسة أو التنفس الصناعي، كما أن عملية التنفس الصناعي لا تقتصر على جهاز التنفس داخل المستشفيات فقط، ولكن يمكن إجراء هذه العملية عن طريق الفم كإجراء طارئ.

متى يتم استخدام جهاز التنفس الاصطناعي؟

تكثر الأوقات التي يلزم فيها استخدام جهاز التنفس الصناعي ولا تختلف غايته، حيث أن غايته في النهاية هي إمداد المريض بالأكسجين اللازم لعملية التنفس في الحالات الآتية:

• أثناء إجراء العمليات الجراحية، حيث يحدث شلل مؤقت في عضلات جسم المريض، ومن ضمنهم عضلات التنفس، ونتيجة لذلك يصبح التنفس صعبًا في مثل هذه الحالات، ولهذا يتعين على الطبيب وضع جهاز التنفس الاصطناعي على فم المريض أو من خلال فتحة في عنقه إلى أن يزول تأثير المخدر ويستطيع المريض التنفس بشكل صحيح، ويتم وضعه لفترة قصيرة حتى لا يتسبب في حدوث مضاعفات.
• بعد إجراء العمليات الجراحية قد يصعب على المرضى التنفس بعد الانتهاء من العملية الجراحية، وخاصة المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة، مثل: النفاخ الانسدادي المزمن، وهو مرض شائع بين فئة المدخنين، ولهذا يوضع هذا الجهاز في حالة فشل المريض في عملية التنفس الطبيعي إلى أن يسترد عافيته.

مضاعفات جهاز التنفس الاصطناعي

على الرغم من فوائد هذا الجهاز الجمة، والتي يصعب الاستغناء عنها في المستشفيات، إلا أنه قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة تشتمل على:

التهاب الرئة

• يعد التهاب الرئة من أكثر المضاعفات انتشارًا بين المرضى، حيث يتسبب الأنبوب التنفسي في غلق القصبة الهوائية وحجز المخاط داخلها، مما يعزز من تكاثر العوامل المسببة للالتهاب داخلها، وقد يكون المريض في حالة فقدان للوعي وغير قادر على السعال، وهذا ما يؤدي إلى تراكم تلك العوامل الممرضة في الرئة، كما أنه قد يتسبب في حدوث التهاب الجيوب الأنفية، ويمكن علاج هذا الالتهاب باستخدام المضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب.

الريح الصدرية

تحدث هذه الحالة نتيجة الضغط الهوائي المرتفع المتواجد في جهاز التنفس الاصطناعي، حيث يتسرب الهواء إلى داخل الرئة ويقوم بالضغط عليها، وفي هذه الحالة قد يحدث تدميرًا للرئة، نتيجة انفجار الحويصلات الهوائية، ولذلك فهي حالة خطرة يجب معالجتها بشكل فوري من خلال طرد هذا الهواء القابع داخل الرئة.

الجلطات الدموية

• يحدث ركود للدورة الدموية في جسم المريض؛ نتيجة استلقائه لفترة طويلة دون تحريك ساقيه، وهذا ما يتسبب في حدوث الجلطة الدموية، وخاصة في الساقين.

تليف القصبة الهوائية

• يحدث هذا التليف في حالة استخدام أنبوب رغامي، ويتم استخدامه من خلال إجراء عملية جراحية عن طريق شق الجراح فتحة في الجزء الأمامي من الرقبة حتى يصل إلى القصبة الهوائية، ويتم وضع هذا الأنبوب في فتحة العنق حتى يبقِ المريض في وضع قابل للتنفس، كما يتم إجراء هذا في الحالات الطبية التي تستدعي استخدام جهاز التنفس لفترات طويلة، ويطلق على هذه العملية مصطلح ” الفغر الرغامي”، وقد يترتب عليها حدوث مضاعفات أخرى، مثل: النزيف.

أنواع التنفس الصناعي

تتعدد أنماط جهاز التنفس الاصطناعي وتشتمل على:

التنفس الصناعي بالضغط

• يقوم هذا النوع بتحديد كمية الأكسجين المناسبة التي تتدفق إلى الرئتين وفقًا لضغط الهواء الواصل إليها.

التنفس الصناعي بالحجم

• يتم في هذا النوع السماح بتدفق الأكسجين إلى الرئتين إلى أن يصل إلى حجم معين.

التنفس الصناعي وفقًا للوقت

• يقوم جهاز التنفس الصناعي في هذا النوع بالعمل حتى يصل إلى فترة زمنية معينة يحددها الطبيب المختص.

دواعي استخدام جهاز التنفس الاصطناعي

• يستخدم في حال توقف المريض عن التنفس نتيجة إصابته بمرض عصبي أو عضلي، وكذلك إصابته ببعض أنواع السموم.
• الإصابة بمرض انسداد الممرات الهوائية المزمن الشائع بين المدخنين، والذي يتسبب في حدوث التهاب في الممرات الهوائية الصغيرة التي تعمل على إيصال الأكسجين، وبالتالي يعمل على انسدادها؛ نتيجة اعتراض الجزيئات السامة (دخان السجائر) طريقها، مما ينتج عنه حبس الهواء في الحويصلات الهوائية، ويتسبب في تعطلها.
• يلزم استخدام هذا الجهاز في حالة احتياج الأكسجين، وتحدث عند انخفاض نسبة الأكسجين في الدم إلى 55 ملم زئبق، وتحدث مشكلة نقص الأكسجين؛ نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل: الارتشاح الرئوي أو فشل عضلة القلب والانصمام الرئوي، ويطلق على هذه الحالة فشل تنفسي من النوع الأول، والتي ينتج عنها عدم القدرة على توصيل الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة كالقلب والمخ والكبد والكلى، وبالتالي يحدث اختلال في وظائف هذه الأعضاء وتلفها إذا لم تعالج حالة عوز الأكسجين فورًا.
• يكثر استخدام جهاز التنفس الاصطناعي في حالات الفشل التنفسي من النوع الثاني، وهي حالة تحدث نتيجة زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، ويترتب عليها انخفاض نسبة الأكسجين، نتيجة للإصابة بأمراض الشعب الهوائية، مثل: الربو الشعبي الحاد أو انسداد الشعب الهوائية المزمن، وبالتالي يحدث قصور في أداء عملها، وقد يكون نتيجة ضعف الأعصاب المتحكمة في أعضاء الجهاز التنفسي أو ضعف العضلات نفسها.
• يستخدم في حالة حدوث قصور في الدورة الدموية وفي حالة حدوث الصدمات، مثل: الصدمة القلبية والصدمة الإنتانية والصدمة النزفية.
• في حالة حدوث متلازمة العسرة التنفسية الحادة، وهي حالة تمثل خطرًا على حياة المريض إذ يحدث التهاب في نسيج الرئة، مما يتسبب في خفض شديد لنسبة الأكسجين في الدم، ويتم في هذه الحالة استخدام مستويات عالية من ضغط الزفير الإيجابي بمساعدة عوامل أخرى.
• يجب استخدام التنفس الصناعي المزمن في حالة حدوث تلف في أعصاب الجهاز التنفسي، أو استنشاق مواد كيميائية سامة، أو حدوث مشاكل في الجمجمة؛ نتيجة الضغط عليها.

تحذيرات عند استخدام جهاز التنفس الاصطناعي

هناك عدة أمور يجب التحقق منها قبل البدء في وضع جهاز التنفس الصناعي ومنها:

1. يلزم فحص نبض قلب المريض عن طريق جس نبضات قلبه، وفي حال انعدام النبض يجب استخدام الإسعافات الأولية عن طريق التدليك الخارجي لاسترداد عمل القلب بشكل سليم، وعدم التسرع في استخدام جهاز التنفس.
2. يجب التأكد من عدم تواجد أي أجسام غريبة داخل فم المريض تسد الممرات التنفسية في الجزء العلوي قبل إجراء عملية التنفس الصناعي.
3. يحذر من إجراء عملية التنفس الصناعي لمريض مازال يتنفس طبيعياً.