أديان ومذاهب

المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده

شارك المقالة مع أصدقائك

الاحاديث النبوية الشريفة هي مرجعيتنا الثانية بعد القرآن الكريم، لتعلم المباديء والاخلاق الاسلامية السامية، وهي مفتاح التعامل في الحياة الدنيا وحتي الوصول الي الأخرة في جنة الجلد، من خلال موقع ويكي العربي نقدم الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، من مصادر علماء المسلمين والسنة.

 

 

قال المصَنِّفُ: وفيه[1] عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ».

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده)؛ قال الحافظ ابن حجر في “الفتح” (1 /53): قوله: (المسلم): قيل الألف واللام فيه للكمال، نحو زيد الرجل؛ أي: الكامل في الرجولية، وتعقب بأنه يستلزم أن مَن اتَّصف بهذا خاصةً كان كاملًا، ويجاب بأن المراد بذلك مع مراعاة باقي الأركان.

قال الخطابي: المراد أفضل المسلمين من جَمَعَ إلى أداء حقوق الله تعالى، أداء حقوق المسلمين؛ انتهى.

وإثبات اسم الشيء على معنى إثبات الكمال له مستفيض في كلامهم.

ويحتمل أن يكون المراد بذلك أن يُبين علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه، وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده، كما ذكر مثله في علامة المنافق.

ويحتمل أن يكون المراد بذلك: الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه؛ لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه، فأَولى أن يُحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى.

قال الحافظ: تنبيه: ذكر المسلمين هنا خرج مخرج الغالب:

لأن محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم، أشد تأكيدًا، ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا، وإن كان فيهم من يجب الكف عنه، والإتيان بجمع التذكير للتغليب، فإن المسلمات يَدخُلنَ في ذلك؛ اهـ.

الحكمة من تخصيص اللسان واليد:

قال الحافظ ابن حجر في “الفتح” (1 /54): وخص اللسان بالذكر؛ لأنه المعبر عما في النفس، وهكذا اليد؛ لأن أكثر الأفعال بها.

والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد؛ لأن اللسان يُمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد بخلاف اليد، نعم يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وأن أثرها في ذلك لعظيم.

هل يدخل في الأذية باليد إقامة الحدود والتعزير للمسلم؟

قال الحافظ ابن حجر ـ عقب كلامه السابق ـ: ويُستثنى من ذلك شرعًا تعاطي الضرب باليد، في إقامة الحدود والتعازير على المسلم المستحق لذلك.

وفي التعبير باللسان دون القول نكتة: فيدخل فيه: من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء.

وفي ذكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة: فيدخل فيها: اليد المعنوية، كالاستيلاء على حق الغير بغير حقٍّ؛ اهـ.

تعليق الإمام ابن باز على الحديث:

قال العلامة ابن باز: قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»: هذا يدل على التعميم، وأن الإسلام أعم، يعم الأركان وغير الأركان.

فالمسلم حقًّا هو الذي أدى الأركان، وأدى ما أوجب الله عليه، وكف يده عن ظلم الناس، وعن التعدي لحدود الله؛ اهـ.

بعض ما في قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده) من الفوائد:

الأولى: أهمية المحافظة على الجوارح التي استأمننا الله عليها.

الثانية: حرمة دم المسلم وعرضه إلا بحق.

الثالثة: نقصان إسلام المرء بقدر ما ينال من عرض ودم أخيه المسلم بغير حقٍّ.

الرابعة: حفظ حقوق الغير من مسلمين وكفار، بموجب الشريعة الإسلامية، والله أعلم.

[1] إن كان الشيخ: يريد بقوله: وفيه أي: في الباب، فصواب، وإن كان يريد في “الصحيح”، فوهم؛ لأن حديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ، أخرجه الترمذي (2627)، ولم يخرجه أحد صاحبَي الصحيحين، والله أعلم، وقد جاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عند “البخاري” برقم (10)، و”مسلم” (161)، وعن أبي موسى رضي الله عنه في “البخاري” (11)، و”مسلم” (162)، وعن جابر في “مسلم” (41)، والله أعلم.

 

السابق
تطور تقنية جديدة لمحاربة الزهايمر
التالي
دينارٌ أنفَقتَه في سبيل الله، ودينار أنفَقتَه في رقَبة