ثقافة

مظاهر الاحتفال وأجمل ليالي رمضان بدوله الجزائر

شارك المقالة مع أصدقائك

شهرُ رَمَضَانَ هو الشهرُ التاسعُ في التقويم الهجري يأتي بعد شهر شعبان، ويعتبر هذا الشهر مميزًا عند المسلمين وذو مكانة خاصة عن باقي شهور السنة الهجرية، فهو شهر الصوم الذي يعد أحد أركان الإسلام، حيث يمتنع في أيامه المسلمون عن الشراب والطعام مع الابتعاد فيه عن الشهوات من الفجر وحتى غروب الشمس نقدم اليوم علي موقع ويكي العربي
بعض بلدان العالم واحتفالات رمضانية متميزة مختلفه في كل مكان وعادات وتقاليد وأجمل أجواء رمضانية

استعداد الجزائريين لاسقبال شهر رمضان

يبدأ استعداد الجزائريين لاسقبال شهر رمضان بتنظيف المساجد، وفرشها بالسجاد، وتزيينها بالأضواء المتعددة الألوان؛ كما تبدو مظاهر هذا الاستعداد بتنظيف البيوت وتزينيها، إضافة إلى تحضير بعض أنواع الأطعمة الخاصة برمضان كـ “الشوربة” وبعض أنواع الحلوى الرمضانية؛ ويتم فتح محلات خاصة لبيع الحلويات الرمضانية كـ “الزلابية”.

وسائل الإعلام (المسموعة والمرئية)

 

تذيع وسائل الإعلام (المسموعة والمرئية) خبر رؤية هلال رمضان، وينتقل الخبر بسرعة بين المجتمعين ليلة الرؤية انتقال النار في الهشيم، وأحياناً يقوم إمام المسجد بإبلاغ الناس بدخول الشهر الكريم، حيث يتلقى الخبر أولاً ثم يذيعه على الناس، ومن ثم يبدأ الجمع بقراءة القرآن الكريم، أو إذاعة آيات منه عبر مكبرات الصوت، ويتبع ذلك إلقاء بعض الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة، ويرافق ذلك إلقاء الأناشيد الدينية، أو ما يسمى بالتواشيح.

الشهر الكريم تعلو الفرحة والسرور

مع الإعلان عن بدء الشهر الكريم تعلو الفرحة والسرور وجوه الجميع، ويهنّئ الجميع بعضهم البعض بقدوم الشهر المبارك، متمنين لبعضهم البعض كل الخير وحسن القبول.

تبدو مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، وإن كان معظمهم لا يصومون، وإنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى وتقل فيه الشكوى، وتجود به الأيدي بالنقود والعطايا والهبات.

الشوارع والساحات العامة

يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الحبيب؛ كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين، مثل: “يا واكل رمضان يا محروق العظام”. ويسمح للأولاد -على غير المعتاد- بالخروج ليلاً في رمضان، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم، وهم في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب.

اتساع  رقعة دولة الجزائر والتباعد بين أطرافها

اتساع رقعة دولة الجزائر، والتباعد بين أطرافها جعل الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة؛ إذ لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب، بل لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين.

الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب

في القرى النائية والبعيدة، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب ليتحروا وقت المغرب، ويُعلموا ذويهم بدخول وقت الإفطار؛ بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس، كما يعمد آخرون إلى استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف، واسمها (لاسيران) والكلمة فرنسية الأصل.

الوسائل المستخدمةللإعلام بدخول وقت المغرب

ومن الوسائل المستخدمة للإعلام بدخول وقت المغرب -عِلاوة على ما تقدم- إضاءة مصبابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب، إيذاناً بدخول وقت الإفطار.

وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل المغرب بنصف ساعة، والجزائريون غالباً يفضلون صوت القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.

أما الإفطار، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر والحليب، إما مخلوطان معاً (أي التمر في الحليب) أو كل منهما على حدة، ويتبعون ذلك تناول “الحريرة” وهي من دقيق الشعير، وهي منتشرة بين شرق الجزائر ومغربها.

الوجبة الرئيسة والأساس

الوجبة الرئيسة والأساس في كل البيوت تتكون من الخضار واللحم؛ أي نوع من الخضار يمزج بمرق اللحم المحتوى على قطع اللحم، وغالبا يطحن الخضار أو يهرس بعد نضجه لتؤكل مخلوطة مع بعض مثل: جزر مع البطاطس مع الطماطم. وهذه الوجبة الأساسية لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم تُتبع بشرب الشاي، أو القهوة التركية.

طعام آخر يتناولونه الجزائريون

طعام آخر يتناولونه الجزائريون في هذا الشهر وهو “الشوربة بالمعكرونة” وهي  معكرونة رقيقة جدًا يضاف إليها اللحم والخضر، وتقدم لمن حضر، وهي طعام غالب الناس، وأوسطهم معيشة، وإلى جانب هذه الأكلة توجد السَّلَطات بأنواعها.

ومن عناصر المائدة الجزائرية، طبق “البربوشة” ـ وهو الكسكسي بدون المرق- ومن الأكلات المحبّبة هناك “الشخشوخة” وهي الثريد الذي يكون مخلوطاً مع المرق واللحم، يُضاف إلى ذلك طبق “الرشتة” وهو الخبز الذي يكون في البيوت، يُقطّع قطعاً رقيقة، ويُضاف إليه المرق، ولاننسى الكسكسي بالبيسار -المرق بالفول المفروم ـ و(البريوش) ـوهو الخبز الطري المتشبّع بالسمن- وأهل العاصمة يسمّونه “اسكوبيدو” ويؤكل مع الحليب والزبدة وغيرهما.

المأكولات الشائعة عند أهل الجزائر

ومن المأكولات الشائعة عند أهل الجزائر (الطاجين) وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان، لكن لابد من تواجدها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك فكأنه لم يُفطر! وتصنع من (البرقوق) المجفف، أو (الزبيب) مع (اللوز) و(لحم الغنم) أو (الدجاج) ويضاف إليهما قليل من السكر، ويكون مرقة ثخيناً في كثافة العسل.

بعد تناول طعام الإفطار، يأتي دور تناول الحلوى؛ وأشهرها حضوراً وقبولاً في هذه الشهر حلوى (قلب اللوز) وهي على شكل مثلث، تصنع من الدقيق المخلوط بمسحوق اللوز، أو الفول السوداني، ومسحوق الكاكاو، ويعجن هذا الخليط بزيت الزيتون، وبعد تقطيعه وتقسيمه على شكل مثلثات، توضع على سطحه حبات اللوز، ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وبعد أن تبرد تغمس في العسل.

أنواع الحلوى “المقروط”

ومن أنواع الحلوى “المقروط” ـ وينطقونها أيضاً “المقروظ” وهو الأشهرـ وهو السميد الذي يكون فيه التمر، وكذلك “الزلابية” حلوى لذيذة تقدم في كل بيت وفي كل يوم، ولها أنواع متعددة لا يمكن إدراك حقيقتها بالوصف، لكن بالأكل!

وبالنسبة إلى طعام السحور، يتناول أهل الجزائر طعام “المسفوف” مع الزبيب واللبن؛ و”المسفوف” هو الكسكسي المجفف، وهذا النوع من الطعام أصبح عادة لكل الجزائريين في سحورهم.

ويقبل الناس على المساجد بكثرة لأداء صلاة التراويح، حيث يصلونها ثمان ركعات، وأحياناً عشر ركعات؛ يقرأ الإمام فيها جزءاً كاملاً من القرآن الكريم، أو جزءاً ونصف الجزء، ويتم ختم المصحف عادة ليلة السابع والعشرين. وفي الليالي التالية يبدؤون بالقراءة في صلاة التراويح من أول المصحف.

فرحة المسلمين بإتمام الصيام

ثم يأتي العيد، وهو بهجة الجميع، وفرحة المسلمين بإتمام الصيام، ولئن كانت أيام العيد أيام فرحة وأنس وتآلف للأرواح، فإنه يكون للصغار أيام لعب ولهو ومرح، حيث يلعب الأطفال ألعاباً شعبية مختلفة، كلعبة المخرقبة: وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج، تلعب على الأرض بين شخصين بواسطة الحصى والنوى، وهي من الألعاب التراثية الشعبية، هذا غير السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول الوطن العربي.

السابق
مظاهر الاحتفال والليالي الرمضانية بدوله المغرب
التالي
مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وعادات أهل سوريا