الفتاوى الشرعية هى ما يعتمد عليه المرء في جميع أموره فكل إنسان قبل أن يبدأ في العمل أو الاقبال علي أي امر فى حياته يسأل هل هذا يصح شرعا ومن هنا وجب علينا في موقع ويكي العربي أن نقدم لكم الفتاوى الشرعية الخاصه بالآمور الزوجيه فتابعونا للفائدة .
محتوى المقالة
هل يجوز للمرأة أن تخرج للعمل
السؤال
قرأت كثيرا عن عمل المرأة في الإسلام ، وأنه يستلزم لذلك الضرورة القصوى التى تدفعها للعمل ، ويجب عليها الاحتفاظ بضوابط معينة ، ولكنى أسأل عن حد هذه الضرورة ، هل يقصد به توفير المأكل والمشرب والمسكن الذى هو بيت أبيها أو زوجها ، أم هو بفكر المرأة فى عصرنا الحالي أن يكون لها مصدر الدخل الخاص الذى يوفر لها مستلزمات الحياه ، ومن ضمنها التخلي عن قوامة الرجل عليها ؟ وإذا كانت المرأة ذات مستوى تعليم عالي ، وهي لا تحتاج إلى العمل ، ولكنها لا تأمن من تقلبات الأيام فربما تأتي عليها غدا هذه الضرورات التى تدفعها للعمل ، ولكن عندما يعلم صاحب العمل أنها ليس لديها خبرة فى مجالها فستكون ضيعت عليها تعليمها ، وكذلك فرصة عملها ، فماذا تفعل حيال هذا ؟ أم تذهب لمجال العمل مخافة هذا اليوم ؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
لا يشترط لعمل المرأة وجود ضرورة قصوى كما ذكرت ، ولكن يجوز للمرأة أن تعمل إذا احتاجت للعمل بشروط وضوابط سبق ذكرها في الفتوى رقم : (106815).
وعليه فيجوز للمرأة التي تريد اكتساب بعض المال وادخاره لتنتفع به مستقبلا ، أو لتحصل على خبرة في مجال عملها أن تخرج للعمل ، إذا توافرت هذه الضوابط المذكورة.
ثانيا :
وأما ما ذكرته من أن المرأة التي لها دخل خاص تتخلى من قوامة الرجل ، فليس الأمر كذلك ،
فلو كانت المرأة من أغنى الأغنياء ، فإنها لا يجوز لها أن تتخلى عن قوامة الرجل عليها ، ولا أن تسعى إليها .
فإن تلك القوامة جعلها الله تعالى محافظةً على المرأة وعلى المجتمع ، قال الله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) سورة النساء/ 34 ، وقال تعالى : (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) سورة البقرة/228.
فالمرأة – مهما كانت غنية – إذا كانت في بيت أبيها : لا تتزوج إلا بإذنه ، ولا تخرج من البيت إلا بإذنه ، ولو كان خروجها إلى المسجد والصلاة .
فإذا ما انتقلت إلى بيت زوجها ، انتقلت تلك القوامة إلى الزوج ، وذلك موافق لطبيعة كل من الرجل والمرأة ، وما وهب الله كلا منهما ، من المقومات الجسيمة والذهنية والعقلية والعاطفية .. إلخ .
فالوضع الطبيعي للمرأة ليس هو كثرة الخروج والعمل ومخالطة الناس .. إلخ .
وإنما خلق الله الرجل والمرأة ، وأعطى كلًّا منهما من القوى ما يؤهله للعمل المراد منه ، والوظيفة المنوطة به ؛ قال الله تعالى : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14 .
فعلى كلٍّ من الجنسين أن يرضى بما أعطاه الله ، وأن يقوم بما أراده الله منه ، وليس له أن يتخلى عن وظيفته ودوره الأساسي ثم يسعى في القيام بدور الجنس الآخر ، قال الله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)النساء /32 .
والله أعلم.