السياحة في الدول الاجنبية

5 معالم عربية إسلامية فى إسبانيا

شارك المقالة مع أصدقائك

إسبانيا تتميز بسحرها وآثارها العريقة التى تمنحها جمالا وأصالة، تتنوع بين المساجد والقصور والحدائق البديعة، بالرغم من اختلاف الأماكن والأسماء بين الزهراء، وقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، إلا أن جميعها تحتوى على العديد من المعالم الأثرية الإسلامية التى تظل شاهدة على حضارة المسلمين الذين تركوا بصمات واضحة فى مختلف ميادين بلاد الأندلس عبر 8 قرون من الزمان منذ أن فتحها طارق بن زياد وموسى بن نصير عام 92هـ وحتى سقوط مملكة غرناطة، آخر دول الإسلام فى الأندلس عام 897هـ.

قصر الحمراء
قصر الحمراء في غرناطة
Alhambra Palace

قصر الحمراء فى غرناطة

قصر الحمراء فى غرناطة من أكثر الأماكن التى تعكس الهندسة المعمارية والفن الإسلامى فى إسبانيا ويعتبر أفضل قصر عربى فى العالم وواحد من أكثر المعالم السياحية فى العالم، وهو قصر أثرى وحصن كبير شيده الملك أبو عبد الله محمد لأول المعروف بابن الأحمر فى مملكة غرناطة خلال النصف الثانى من القرن العاشر الميلادى ويتميز هذا القصر بسمات العمارة الإسلامية الواضحة.

جنة العريف
Generalife

جنة العريف

تعد جنة العريف من أجمل المعالم الأثرية فى أسبانيا، وصممت لتكون حديقة وبستانا فى مؤسسة إسلامية ويمنحها موقعها شمال قصر الحمراء تميزا كبيرا، والعريف هو الفيلا التى كانت تستخدم من قبل أحد ملوك المسلمين كمكان للترفيه والاسترخاء، كما هو الحال فى قصر الحمراء.

ولذلك فإن القصر الواقع على المنحدر ووسط المزارع يتناسب مع الوصف الذى يقدمه ابن ليون للمساكن ذات الطابع الريفى فى كتابه عن الزراعة، البساتين الأربعة التى يصفها، والتى ما تزال واحدة منها على الأقل باقية حتى اليوم، هى الـ”كلورادا” (Colorada)، و”لا جراندى (La Grande)، وال”فوينتيبينيا” (Fuentepe?a)، وال”ميرثيريا” (La Mercer?a)؛ وعلى الرغم من أسمائها المسيحية، إلا أنها تعود تقريبا إلى العصور الوسطى، كانت هذه البساتين تمتد فى شكل تدريجى مختلف المستويات تحت القصر، مما كان يضفى على الشكل العام روعة وإبداعا.

Mosque of Cordoba
مسجد قرطبة
Mosque of Cordoba

مسجد قرطبة

تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف قرن تقريبا، ويرجع تأسيس المسجد إلى عام 92 هـ عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة الخلافة الأموية فى الأندلس، حيث انقسم المسلمون المسيحيين قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا فى جزئهم مسجدا وبقى الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تم هدمه من كنائسهم وقت الغزو، وقد أمر عبد الرحمن الداخل بإنشائه عام 785م وكانت مساحته آنذاك 4875 مترا مربعا وكان المسجد قديما يسمى بجامع الحضرة أى جامع الخليفة أما اليوم فيسمى بمسجد الكاتدرائية بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا فى تاريخ الفن المعمارى أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير فى اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسى.

قصر مدينة الزهراء
قصر مدينة الزهراء

قصر مدينة الزهراء

بنى عبد الرحمن الناصر فى مدينة الزهراء قصرا فاخرا، صنعت جدرانه من الرخام المزين بالذهب، وفى كل جانب من جوانبه 8 أبواب مصنوع من العاج والأبنوس المرصع بالذهب والجوهر، وزينت جوانبه بالتماثيل والصور البديعة، وفى وسطه صهريج عظيم مملوء بالزئبق، وكانت الشمس إذا أشرقت على ذلك المجلس سطعت جوانبه بأضواء ساحرة.

وزود الناصر مقامه فى قصر الزهراء، وهو الجناح الشرقى المعروف بالمؤنس بأنفس التحف والذخائر، ونصب فيه الحوض الشهير المنقوش بالذهب، الذى أهدى إليه من قيصر القسطنطينية، والذى جلبه من هنالك إلى قرطبة ربيع الأسقف، وجلب إليه الوزير أحمد بن حزم من الشام حوضا ثانيا رائعا، يقوم عليه اثنا عشر تمثالا من الذهب الأحمر المرصع بالجواهر، وهى تمثل بعض الطيور والحيوانات وتقذف الماء من أفواهها إلى الحوض.

وفضلا عن القصر فقد بنى فى الزهراء مسجدا، طوله ثلاثون ذراعا، وعرض البهو الأوسط من الشرق إلى الغرب 13 ذراعا، وزوده بعمد وقباب فخمة، ومنبر رائع الصنع والزخرف، فجاء آية فى الفخامة والجمال، تم بناؤه وإتقانه فى مدة 48 يوما وكان يعمل به أكثر من ألف عامل منهم 300 بناء، و200 نجار والبقية من الأجراء وبقية العمال المهرة.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

قصر الجعفرية فى سرقسطة

الجعفرية قصر محصن بنى فى النصف الثانى من القرن الحادى عشر للميلاد القرن الخامس الهجرى فى عهد المقتدر أمير سرقسطة، واستولى بنى هود العرب على القصر على حساب بنو تجيب من كندا وأصبح مقرا لهم، وأهمية المعلم تكمن فى كونه المعمار الوحيد بهذا الحجم الذى يشهد على الهندسة الإسلامية الأندلسية فى عهد الطوائف.

بذلك فإنه ليس بأقل أهمية من بهجة العصور جامع قرطبة ولا عليل النفوس قصر الحمراء بغرناطة? فقصر الجعفرية يثرى المعرفة بالفن الطائفى فى فترة نهاية استقلال أمراء الطوائف وصعود حكم المرابطين، مشكلا مع المعلمين السابق ذكرهما ثلاثية الفن المعمارى فى الأندلس.

بعد استرداد سرقسطة عام 1118 للميلاد من طرف ألفونس الأول أصبح القصر مكان إقامة ملوك الأراجون المسيحيين، حيث لعبت الجعفرية دورا رئيسيا فى نشر الفن المدجن الأراجونى، وتمت فيما بعد إدخال تغيرات فى الطابق العلوى ليصبح قصر إقامة الملوك الكاثوليكيون عام 1492، وفى عام 1593 أدخلت تغيرات جديدة لتجعل من الجعفرية قلعة عسكرية ذات طابع النهضة (يمكن ملاحظة ذلك من خلال الخندق والحدائق فى محيط القصر)، ثم تم تحويلها من بعد إلى ثكنة،و تعرض القصر فى عدة مناسبات إلى تحويلات وخسائر، خصوصا أثناء حرب الاستقلال الإسبانية ضد الجيوش النابولونية، حتى تم ترميمه فى النصف الثانى من القرن العشرين. القصر حاليا هو مقر المجلس التشريعى للأراجون.

السابق
تأثير اللغة العربية على اللغات الأخرى
التالي
آرثر سيمور سوليفان الملحن الانجليزي