القرأن الكريم هو كلام الله الذى نأخذ منه ما يفيدنا في شريعتنا الشريعه الإسلامية وهنا نقدم المواضيع المفيدة الخاصه بالعقيدة الإسلاميه راجين من الله الفائدة لكم وللجميع موقع ويكي العربي الفائدة والجديد والحصرى فتابعونا لمعرفه كل جديد ومفيد.
الرُّقْيَة الشرْعية وسيلة من وسائل العلاج التي فعلها وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرنا أنها من الأسباب الصحيحة النافعة بإذن الله تعالى، مع الأخذ في الاعتبار أن الرُقية الشرعية لا تعني ترك التداوي بالأدوية عند الأطباء المختصين عند الحاجة لذلك. وقد جاءت أحاديثٌ نبوية كثيرة بالأمر بالتداوي ـ ومنه الرُّقْيَة ـ، وأنه لا ينافي التوكل على الله عز وجل، فعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: (قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا) رواه أبو داود وصححه الألباني. وعن أبي خُزامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: (أرأيت رُقىً (جمع رقية) نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من قدر الله) رواه أحمد وحسنه الألباني. قال الهروي: “رعاية الأسباب بالتداوي لا تنافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع بالأكل وقمع العطش بالشرب”. وفي حاشية السندي على سنن ابن ماجه: “(هي من قدر الله) يعني أنه تعالى قدَّر الأسباب والمسببات، وربط المسببات بالأسباب، فحصول المسببات عند حصول الأسباب من جملة القدَر”.
والرُّقْيَة تنقسم إلى نوعين: الرُّقْيَة الشرعية، والرُّقْيَة المحرمة.
أولا: الرُّقْيَة الشرعية:
ـ الرُّقْيَة الشرعية هي الرُّقْيَة بآيات من القرآن الكريم، وبأدعية ثابتة في السنة، ـ أو أدعية أخرى مشروعة ـ يقرؤها الإنسان على نفسه، أو يقرؤها عليه غيره ليعيذه ويحفظه ويشفيه الله عز وجل بها من الأمراض وشرور المخلوقات، قبل وقوعها بأن لا تصيبه، أو يعيذه منها بعد وقوعها بأن يرفعها الله ويزيلها عنه. ومع أن الرُّقْيَة الشرعية من أعظم أسباب الشفاء من الأمراض بإذن الله تعالى، إلا أنه ينبغي أن يعتقد الراقي والمَرْقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها، وأن يعتقدا ـ الراقي والمرقي ـ أن النفع والشفاء إنما هو من الله تعالى. وقد ذكر العلماء لجواز الرُقية بعض الشروط، منها: أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يُعرف معناه من غيره لمن لا يُحسن العربية، وأن يُعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى، فإذا كانت هذه الشروط مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرُّقى ما لم تكن شركاً) رواه مسلم. قال السيوطي وابن حجر وغيرهما: وقد أجمع العلماء على جواز الرُّقَى، عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي، أو بما يُعْرَف معناه من غيره. وأن يُعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.
ـ الرقية بالقرآن عامة، وبالفاتحة وبالمعوذتين خاصة، وبالأدعية:
قال ابن القيم: “فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يُوَفّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها؟!! فما مِنْ مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه”. وأما الرقية بالفاتحة والرقية بالمعوذتين خاصة فقد دل على ذلك السنة الصحيحة، ومن ذلك الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن بعض الصحابة رقَوْا بالفاتحة سيِّداً لحي من أحياء العرب، وفيه: (..فانطلق فجعل يَتْفُل (النفخ مع قليل من الريق) ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الفاتحة:2)، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي ما به قَلَبَة (عِلة)) رواه البخاري. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما) رواه الترمذي وصححه الألباني. قال الزرقاني: “فلا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين، بل على الأولوية، ولا سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما، وإنما اجتزأ بهما لما اشتملنا عليه من جوامع الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً”. وقال الشوكاني: “في الحديث دليل على أن الاستعاذة بهاتين السورتين، أوْلى من الاستعاذة بغيرهما، لكن لا في مطلق الاستعاذة، بل في التعوذ من الجان وعين الإنسان”.
وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رضي الله عنهما بقوله: (أُعيذُكما بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، من كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّة)، والتَّعوُّذُ هو الالتجاءُ، وكلماتُ الله محمولة على أسمائه الحُسنى، وصفاته العُلى، ووصفها بالتَّامَّة لخُلوِّها عن النَّقص. والهام: كلُّ ما له سمٌّ، وقيل: إنَّ الهوامَّ حشراتُ الأرض. والعينُ اللامَّة: هي العينُ الحاسدة.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به إليه قال: أذْهِب الباس، رب الناس، اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقما) رواه البخاري. وعن نافع بن جبير عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه: أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات) رواه مسلم. وقد ذكر البخاري في صحيحه مجموعة من الرُّقى النبوية، وذلك في باب الرُّقى بالقرآن والمعوذات، وباب الرُّقى بفاتحة الكتاب، وباب رقية العين، وباب رقية الحية والعقرب.
ثانيا: الرُّقْيَة المُحَرَّمَة:
الرُّقْيَة مأذون بها شرعا، ما لم تكن شركا، أو كلاما لا يُفهم معناه، وبالأخص إذا كانت من مسلم غير معروف بالعلم والصلاح والاستقامة، أو كانت من عرَّاف أو كاهن، أو من كافر كتابي أو غيره. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سمِعتُ رسولَ اللَّه يقول: إنَّ الرُّقى والتَّمائم والتِّولةَ (شيء تجلب به المرأة محبة زوجها وهو ضرب من السحر) شرْكٌ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. والمراد بالرُقى في هذا الحديث: الرقى التي لا يُفهم معناها، والرقى المشتملة على الشرك بالله. قال في عون المعبود: “قال الخطابي: وأما الرُّقَى فالمنهي عنه هو ما كان منها بغير لسان العرب، فلا يدري ما هو، ولعله قد يدخله سحر أو كفر، وأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله سبحانه فإنه مستحب”.
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك) رواه مسلم. قال البغوي في شرح السنة: “المنهي من الرُقى ما كان فيه شرك، أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يدري ما هو، ولعله يدخله سحر أو كفر، فأما ما كان بالقرآن، وبذكر الله عز وجل، فإنه جائز مستحب”.
وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ}(المائدة:87)، وهو يذكر جملة من أنواع الاعتداء في الدعاء: “ومنها: أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخيّر ألفاظاً مفقرةً، وكلماتٍ مسجَّعةً، قد وجدها في كراريس، لا أصل لها ولا معوّل عليها فيجعلها شعارَه، ويترك ما دعا به رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلُّ هذا يَمنع من استجابة الدعاء”. وقال الشيخ ابن عثيمين: “الرقية الشرعية: ما جاءت به السنة، مثل: اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً. وغير الشرعية: هي البدعية أو الشركية، فما كان بدعة أو شركاً، فإن الرقية به محرمة، ولا تزيد الإنسان إلا ضررا ومرضاً، وإن قدر أنه شُفِيَ بها فهو لم يشفَ بها في الواقع، وإنما كان الشفاء عندها لا بها، امتحاناً من الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل الذي رقى بالشرك أو بالبدع”.
قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول في بيان ما تشرع الرقية به وما تمنع:
ثم الرُقى من حُمة أو عَيْن فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدْي النبي وشِرْعَتِه وذلك لا اختلاف في سُنيته
أما الرُقى المجهولة المعاني فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه شرك بلا مرية فاحذرنه
إذ كل من يقوله لا يدري لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس على العوام لبَسوه فالتبس
من المعلوم أن العلماء اهتموا بالتوحيد وتصفيته من شوائب الشِّرك، وقد تكلَّموا على مسألة الرُّقية في كُتبهم، لعلاقة الرُّقى بالعقيدة والتوحيد، وذلك لأن الرُّقية المُحَرَّمَة فيها الاستعاذة بغير الله، والدعاء والتعوذ بأمور وألفاظ تخالف العقيدة، أو بعبارات وكلمات غير مفهومة، وهذه الرُّقى هي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من الشرك. وقد ذكر العلماء أن الرقية الشرعية المنضبطة بضوابط الشرْع، وسيلة نبوية للعلاج من الأمراض البدنية والنفسية، وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، ورقى غيره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ: “{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}(الإخلاص:1)”، و”بالمعوذتين” جميعاً، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به) رواه البخاري. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُقى، قال: فأتاه فقال: يا رسول الله، إنك نهيتَ عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب؟ فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) رواه مسلم. ولا تعارض بين العلاج بالرقية الشرعية المنضبطة بضوابط الشرع، مع العلاج الطبي والعلمي الحديث، وفعالية كل منهما في العلاج، ويُنْصَح بالجمع بينهما، مع تعلق القلب بالله تعالى وحده، والاعتقاد الجازم بأنه سبحانه هو الشافي وهو النافع، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}(الشعراء:80).