قال تعالي : أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)سورة البقرة شهر رمضان شهر انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات احكام الشهر الفضيل واحكام الصيام والفتاوى الشرعية التى دائما تحير الجميع اليوم نتناول بعض هذة الفتاوي يجيب هذة الفتاوي في موقع ويكي العربي فضيله الشيخ محمد صالح المنجد الداعية الاسلامي فتابعونا .
السؤال
أرسل إليكم برسالة خاصة بصديقتي فهي في حاجة لمن يدلها . وهى طفلة صغيرة تعرضت لاعتداء من أحد أصدقاء أبيها كان يأتي لينتظره وكان يجبرها على معاشرته وهي طفلة عمرها 5 سنوات كان تظن ذلك شيئاً جديداً . ولكن لا بد أنه شخص شاذ ، أدى ذلك أنها كانت تفعل ذلك أثناء عمرها كله وهى لا تعرف شيئاً . فهل ذلك ما يسمى العادة السرية ، وكان يأتيها هذه الحاجة أثناء الصيام وكانت تفعله فهي وقتها تكون مقيدة تريد أن تفعل ما تعودت علية طول العمر فهل صيام تلك الأيام لا يصح ؟ وهل الكفارة أن تصوم فقط ؟ حيث إنها لم تكن تعرف شيئاً اسمه العادة السرية . ادعوا لها بالشفاء
السؤال :
1-كيف تكفر عن هذا الذنب في الصيام
2- كيف تشفى من هذا الشيء
3- إنها تقرا القرآن قبل النوم وترى نفسها بحاجة لفعل ذلك مع العلم أن سنها 34 ولم تتزوج .
الجواب
الحمد لله.
أولا :
نسأل الله تعالى أن يغفر لصديقتك وأن يتجاوز عنها ، وأن يعافيها من هذا الداء ، وأن يرزقها الزوج الصالح والذرية الصالحة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه .
ثانيا :
ما فعله صديق والدها ، جرم عظيم وجناية كبيرة في حق هذه الطفلة ، وهو شذوذ قبيح ، وظلم بيّن للأب وابنته ، نسأل الله العافية ، ولا إثم عليها فيما جرى لها ؛ لعدم تكليفها آنذاك .
ومثل هذه المآسي يأخذ العاقل منها عبرة ، فيجب على الرجل أن ينظر في أصدقائه الذين يأتمنهم على أسراره وأهل بيته ، فقد يبدو بعضهم في صورة الصديق الناصح الأمين ، وهو في حقيقة الأمر شيطان من شياطين الإنس ، وقد نصحنا بذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : ( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
ثالثا :
المقصود بالعادة السرية أو الاستمناء : العبث بالأعضاء وإثارة الشهوة حتى يتم إنزال المنيّ ، سواء كان ذلك باليد أو بغيرها ، وهي عادة قبيحة وفعل محرَّم ، وسبق بيان أدلة تحريمها في السؤال رقم (329) ، وفيه أيضاً إرشاد للعلاج من هذا الداء .
رابعا :
إذا مارس الصائم العادة السرية أثناء صومه ، وخرج منه المني ، فسد صومه في قول جمهور العلماء ، لكن إن كان يجهل أن ذلك مفسد للصيام ، فهل يفسد صومه ويجب عليه القضاء ؟
فيه خلاف بين الفقهاء ، ورجح جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، أنه لا يفسد صومه ، واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وتجدين ذلك مفصلا في الجواب رقم (50017)
وينبغي لهذه الأخت أن تكثر من الاستغفار وفعل الطاعات ، وتجنب المحرمات ، ولزوم الاستقامة ، لعل الله أن يتجاوز عنها ، كما وعد سبحانه بقوله : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82 .
خامسا :
الزواج – كغيره من أمور العبد – يجري بقدر الله تعالى ، ولا يُدرى أين الخير ، في تأخره أم في تعجله ؟ وعلى الإنسان أن يرضى ويسّلم ويتخذ الأسباب الجالبة للرزق والفرج ، ومنها الدعاء والإنابة والطاعة ، وراجعي السؤال رقم (21234)
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .