الحياه مليئة بالكثير من الحكايات والقصص منها الجميل ومنها المرعب ومنها المليئ بالغموض ومنها المثير الشيق ومنها الأحداث المخيفه الواقعية التى حدثت بالفعل ومنها التى من نسيج الخيال اليوم في موقع ويكي العربي نقدم باقه متنوعه من القصص الخياليه والواقعية فتابعونا .
ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والمخيفة والمتعلقة بالعالم الخفي “عالم الجن”
السر وراء الخاتم الأزرق:
بدأت القصة يا حفيدي العزيز من قرابة الخمسين عاما، عندما كنت في ريعان بداية عمر الشباب كنت أتنقل مع أصدقاء لي من بحر إلى آخر مع صاحب لسفينة ضخمة، كنا نستثمر كل موسم في الغوص لجمع اللؤلؤ من باطن البحر، وبنهاية كل موسم كنا نعود إلى ديارنا بأرض الكويت، فيبيع صاحب السفينة اللؤلؤ الذي تم جمعه ويعطي كل واحد منا ما قدره الله سبحانه وتعالى له من نصيب؛ ولكن في إحدى الرحلات بينما كنت أغوص أبحث عن اللؤلؤ لفت ناظري شيئا لامعا في قاع البحر، قد وجدت الخاتم الذي لطالما حيرك ولطالما سألت عنه، عندما صعدت على متن السفينة وبعدما سلمت ما وجدت من لؤلؤ جلست أنظفه، ذهلت بمنظره فكما ترى هيئته ملفتة تماما للأنظار ومحببة للقلوب، فإن ما وقعت عليه عينك لا تقد أن ترفعها، وبعدها وضعته بإصبعي، كان قد حل الظلام وبعدما تناولنا الطعام وأدينا الصلاة خلدنا في نوم عميق من شدة التعب وجهد العمل، لم يوقظنا إلا صرخات عالية من صاحب السفينة، كانت صرخات استغاثة وكأنه يغرق في مياه البحر الهوجاء.
جزعنا إليه جميعا لننقذه وعلى الرغم من سرعتنا وتمحصنا لمكان صوته إلا أننا لم نتمكن من إيجاده ولا إنقاذ حياته، وبهذه الطريقة فقدنا صاحب السفينة أخنا الكبير الذي لطالما حن علينا ونصحنا بكلماته الجميلة؛ وما هي إلا لحظات قلائل حتى شاهدت أن كل من أصدقائي واحدا تلو الآخر يسحب نحو المياه، وكأن شيئا خفيا لا أتمكن من رؤيته يجرهم من أرجلهم للماء جرا، حاولت إمساك وإنقاذ أي منهم ولكن بلا جدوى، أخذت أنادي وأصرخ عليهم ولكن كان قد فات الأوان.
وجدت نفسي على السفينة وحيدا ترتعد كل فرائسي، أين أصدقائي وماذا أصابهم، لا أقدر على تصديق كل ما حدث معي، أعلم ذلك أم حلم؟!، ليتني نائما وأحلم، ليته لم يكن أكثر من كابوس مزعج وسأصحو منه؛ ولكن علت أصوات ضحكات أرعبتني حقا، وبعدها نشبت نيران فوق المياه من كل الاتجاهات، نيران تقترب من السفينة حتى نشبت فيها، أدركت أن نهايتي قد حانت جثوت على ركبتي ناطقا للشهادتين، وقارئ لما تيسر لي من بعض آيات القرآن الكريم، وطالبا لغفران الله سبحانه وتعالى وعفوه.
كان جسدي بالكامل يرتعد والعرق يكسو كل خلية بجسدي، تسارعت دقات قلبي وازدادت أنفاسي، ولكن الله لطف بي حينما أتت رياح هوجاء فتغيرت أصوات الضحكات إلى أصوات تعذيب وألم، وبعدها ظهر لي رجل غريب الشكل أبيض الثياب، ناداني باسمي وطمأنني وأوصاني بألا أخاف، كيف لا أخاف وهو لوحده كفيل بأن يجعل كل من على الكرة الأرضية يخاف؟!؛ احترقت السفينة بالكامل حملني ذلك الرجل وحلق بي في الهواء، كل ذلك كان لساني قد لجم وانتابتني برودة غريبة بكل أجزاء جسدي منعتني من أي شيء، وجدت نفسي ملقى على الشاطئ واستفقت على صوت رجل عجوز يوقظني، لقد أكرمني كثيرا فأخذني إلى منزله وأطعمني، حاول معرفة ما حدث معي بغرض التخفيف من حدة حالتي فأخبرته أنني كنت على متن سفينة بالبحر ولسوء أحوال جوية غرقت السفينة ونجوت بأعجوبة كبيرة من الموت لم أخبره بباقي القصة لأنه من المؤكد لن يصدقني حيث أن نفسي لم أصدق ما حدث على الرغم من كونه أمام عيني؛ وبتلك الليلة حلمت بنفس الرجل صاحب الثياب البيضاء، أخبرني بأنه من الجن المسلم الذي لا مخافة منه مطلقا، وأنني بدءا من هذه اللحظة سأراه يوميا، وأهم شيء حذرني من عاقبة خلع الخاتم الأزرق من إصبعي، ففي خلعه حياتي، فالجن الكافر يتربص لي وينتظر الفرصة الحاسمة بخلع الخاتم من إصبعي؛ بقيت لمدة طويلة مع الرجل وقد كان لديه مزرعة لا يقوى على العمل بها لكبر سنه، فكنت له بمثابة الابن الذي لم ينجبه ردا لجميله إذ أنه لم يكن لديه إلا فتاة وحيدة في غاية الجمال والأدب والعذوبة، كان منزله ومزرعته هنا بالبحرين، لم أفكر يوما في العودة إلى الديار (الكويت) خشية من سؤالي عن صاحب السفينة وأصدقائي؛ وكان “سومور” يزوروني كل ليلة حتى تعودت على وجوده بحياتي، وذات ليلة سألته عن السر وراء الخاتم الأزرق وعدم خلعي له من إصبعي؟!