أديان ومذاهب

ارتد في نهار شهر رمضان ثم عاد إلى الإسلام فماذا عليه ؟

شارك المقالة مع أصدقائك

شهر رمضان شهر انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات احكام الشهر الفضيل واحكام الصيام والفتاوى الشرعية التى دائما تحير الجميع اليوم نتناول بعض هذة الفتاوي يجيب هذة الفتاوي في موقع ويكي العربي فضيله الشيخ محمد صالح المنجد الداعية الاسلامي

 

 

السؤال

أثناء خصومة مع زوجته قام بسبّ الله وسبّ الدين ، وبعد أن تأكّد من خروجه من ملّة الإسلام وردّته أعلن توبته ، ونطق الشّهادتين ، وأعرب عن ندمه الشّديد. فهل تعتبر ردّته هذه مفطرا له في شهر رمضان ؟ وإن كانت كذلك فهل عليه كفّارة بصيام يوم واحد فقط أم يتوجّب عليه صيام شهرين متتابعين ؟
الجواب
الحمد لله.

الإسلام ؛ من الشروط اللازمة لصحة العبادات وقبولها .
وممّا يدل على ذلك قول الله تعالى 🙁 قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ، وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ) التوبة /53 – 54 .
فهذه الآية توضّح أن شرط قبول العبادة هو الإيمان ، فلا تصح بدونه .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
” وقوله: ( قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ) أي : مهما أنفقتم من نفقة طائعين أو مكرهين ( لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ) .
ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك ، وهو أنهم لا يتقبل منهم ، ( إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ) أي: قد كفروا ، والأعمال إنما تصح بالإيمان ” انتهى من ” تفسير ابن كثير” (4 / 162) .
فمن كفر وارتد أثناء صومه : فقد أبطله .
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى :
” لا نعلم بين أهل العلم خلافاً في أنّ من ارتد عن الإسلام في أثناء الصوم ، أنه يفسد صومه ، وعليه قضاء ذلك اليوم ، إذا عاد إلى الإسلام ، سواءٌ أسلم في أثناء اليوم ، أو بعد انقضائه ، وسواء كانت ردته باعتقاده ما يكفر به ، أو بشكه فيما يكفر بالشك فيه ، أو بالنطق بكلمة الكفر ، مستهزئا أو غير مستهزئ ، قال الله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة (65 – 66)” انتهى من ” المغني ” (4 / 369 – 370) .
وأما الكفارة فقد سبق في الفتوى رقم : (106476) أنها لا تجب إلا على من أفسد صيام رمضان بالجماع فقط ، أما سائر المفسدات فلا يجب فيها إلا القضاء فقط .
وبناء على هذا ؛ فعلى هذا الرجل أن يقضي يوما مكان اليوم الذي أفسده ، ولا كفارة عليه .
والله أعلم .

السابق
لماذا يُعدّ الاستمناء من المفطرات ، ولا يعدّ التبرج وغيره من المعاصي منها ؟
التالي
هل محلول الملح وحقن الفيتامينات والحقن الوريدية من المفطرات ؟