في الشهر الماضي ، أقيم حفل زفاف غريب في مقبرة في بني براك ، وهي مدينة في إسرائيل ، شرق تل أبيب مباشرة. مع اللوائح الحكومية التي تحظر التجمعات الكبيرة في أعقاب وباء فيروس كورونا ، كان حفل الزفاف مقتصراً على عدد قليل من الحاضرين تحت مظلة سوداء صغيرة ، تدعى الشوباه. كان العريس يتيمًا ، وبينما لم يتم الكشف عن هوية العروس ، ولكن على الأرجح هي يتيمة أيضاً. لم يلتق الاثنان من قبل ، ولم يعرف أحدهما الآخر. كان هؤلاء الغرباء مشاركين غير راغبين في طقوس تعرف باسم shvartse khasene (الزفاف الأسود) أو mageyfe khasene (زفاف الطاعون) ، حيث يزوج المجتمع اليهودي المحلي قسراً اثنين من أكثر السكان هامشيًا في المدينة في محاولة لدرء الأوبئة
تتفاعل المجتمعات المختلفة بشكل مغاير عندما تواجه أزمات ، مثل الأوبئة والأمراض. يطلب البعض المساعدة الطبية ، والبعض يؤمن بالخرافات في القضاء على الوباء. في العصور القديمة ، اعتقد الناس أن المصائب والأوبئة كانت نتيجة لعنات وضعت على المجتمعات كعقاب إلهي لعدم الامتثال لتعاليم الله ، وبطريقة ما يقع اللوم دائمًا على النساء اللواتي يرتكب الزنا وعلى المثليين. خلال جائحة الكوليرا 1863-1875 الذي دمر العالم ، أعلن حاخام في عمان في وسط أوكرانيا أن النساء اليهوديات اللواتي يرتدين الكرينولين والأقراط هن السبب في هذا الوباء. بعد التنديد ، بدأ العديد من المسؤولون على الصحة العامة في مهاجمة النساء بتمزيق ملابسهن وضربهن. من القصص المخيفة في مطلع القرن العشرين ، والتي تحكي عن حاخام البلدة وأنصاره القلائل الذين ذهبوا في موجة قتل ، وقتلوا الزناة المزعومين لوقف المرض من الانتشار.
في ضوء هذه الأمثلة المتطرفة ، كانت حفلات الزفاف السوداء حميدة للغاية ومبادرة خيرية. لم يكن الأمر مثل شخصين تم جرهما خارج منازلهما وإرغامهما على الزواج مع بعضهما البعض. تم اختيار العروس والعريس بعناية. وفي الأغلب ما كانوا يتامى ، أو بلا مأوى ، أو معاقين بدنياً ، ولم يكن لديهم فرصة لائقة في عقد الزواج. تم تمويل حفلات الزفاف من قبل الأغنياء في المجتمع. بعد الزواج تعهد المجتمع بدعم الزوجين ، وفي المقابل ، كانوا يأملون في أن تكافئ أرواح الموتى جهودهم وتتوسط لعرقلة الوباء. هذا هو سبب إقامة حفلات الزفاف في المقبرة.
حفل زفاف أسود خلال وباء الكوليرا عام 1892.
