أديان ومذاهب

الذئبة الحمراء والصيام

شارك المقالة مع أصدقائك

شهر رمضان شهر انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات احكام الشهر الفضيل واحكام الصيام والفتاوى الشرعية التى دائما تحير الجميع اليوم نتناول بعض هذة الفتاوي يجيب هذة الفتاوي في موقع ويكي العربي فضيله الشيخ محمد صالح المنجد الداعية الاسلامي

 

 

السؤال
أريد أن أصوم لكن آخذ علاج الكورتيزون ، فحصلت له معاد قبل الفجر ، ولكن نسيت أن آخذه ، وبعدها تذكرت بعد أن أذن الأذان فاضطررت إلى أخذه ؛ لأن عدم أخذه يسبب توقف الكلى ، فهل أكمل صيامي أم أفطر ؟

الجواب
الحمد لله.

أولا :

ظاهر سؤالك أن أخذ الكورتيزون عن طريق الفم ، إما في صورة حبوب ، وإما في صورة شراب.

فإن كان الأمر كذلك، وكان أخذه بعد تحقق طلوع الفجر: فإنه يكون مفسدا للصوم ، ويكون عليك قضاء هذا اليوم بعد انتهاء رمضان ، لأنك مريض ، وقد رخص الله تعالى للمريض أن يفطر في رمضان ويقضي الأيام التي أفطرها . قال الله تعالى : وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ البقرة/185.

وأما إن كان أخذ الكورتيزون كان عن طريق الحقنة (الإبرة) فإنه لا يكون مفسدا للصوم ، لأن الراجح من أقوال العلماء أن الحقنة لا تفسد الصيام إلا إذا كانت للتغذية ، كالمحاليل التي تُعطى لبعض المرضى . وينظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (38023) .

ثانيا :

ذكرت في سؤالك أن أخذك للدواء كان بعد أذان المؤذن ، والمؤذنون في عامة المدن والقرى إنما يعتمدون على التقاويم التي تحدد مواعيد الصلوات فلكيا ، ولا يعتمدون على رؤية الفجر بأعينهم، لأن هذا متعذر في المدن والقرى غالبًا .

وقد اشتهر الخلاف حول وجود خطأ ما في بعض هذه التقاويم في تحديد وقت صلاة الفجر ، وعقدت لذلك لجان في بعض الدول الإسلامية ، وتوصلت بعض اللجان الموثوق في أهلها: إلى أن طلوع الفجر الصادق يكون بعد ما هو محدد في بعض تلك التقاويم بوقت يسمح بما ذكرت من أخذ الدواء، أو يزيد .

وذهب إلى هذا القول بعض العلماء كالشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ، كما ذهب إلى ذلك أيضا بعض المختصين والمهتمين بالعلوم الفلكية .

وتختلف هذه الدقائق بحسب اختلاف فصول السنة ، وبحسب الزاوية التي اعتمدتها الدولة لحساب طلوع الفجر فلكيا .

فنظرا لاشتهار القول بوقوع هذا الخطأ، صارت هذه التقاويم غير مفيدة لليقين بطلوع الفجر ، وقد أباح الله تعالى للصائم أن يأكل ويشرب حتى يتيقن طلوع الفجر ، فقال تعالى : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ البقرة/187 .

فالذي يظهر – والله أعلم – أن تناولك الدواء إن كان بعد الأذان بوقت يسير، لم يتحقق به طلوع الفجر: فصيامك صحيح ، وإن كان بوقت طويل فعليك قضاء هذا اليوم .

تنبيه :

والأفضل للمسلم أن يمسك عن الطعام والشراب مع التقويم، على كل حال، لأن هذا أحوط للصيام .

وينظر جواب السؤال رقم : (66202) .

والله أعلم .

السابق
من عليه كفارة الجماع في نهار رمضان يباح له الوطء قبل التكفير وفي ليالي الشهرين المتتابعين
التالي
ضابط الحلق وباطن الفم عند الفقهاء، وهل يفسد الصوم بوصول الماء إلى اللهاة ؟