الحياه مليئة بالكثير من الحكايات والقصص منها الجميل ومنها المرعب ومنها المليئ بالغموض ومنها المثير الشيق ومنها الأحداث المخيفه الواقعية التى حدثت بالفعل ومنها التى من نسيج الخيال اليوم في موقع ويكي العربي نقدم باقه متنوعه من القصص الخياليه والواقعية فتابعونا .
ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والمخيفة والمتعلقة بالعالم الخفي “عالم الجن”.
سألته وماذا أيضا عن ممالك الجن لديكم؟!
سومور: “نحن معشر الجن نسكن بباطن الأرض، أما عن البيوت التي نسكن بها فتختلف في أشكالها وتصميماتها من قبيلة لأخرى، فنحن معشر الجن المسلم نسكن ونبني بيوتنا بشكل بيضاوي بخلاف الجن الكافر الذين يبنونها بأشكال هرمية؛ أما عن طريقة تعايشنا وأعمالنا فنحن الجن المسلم نقوم بالزراعة ورعي الأغنام، أما عن الجن الكافر فيعيشون على كل وسائل السلب والنهب”.
تعجبت من كلامه فسألته: “أتزرعون وتحصدون مثلنا بباطن الأرض؟!، كما أنكم ترعون أغناما؟!”
سومور: “لا تتعجب كثيرا فلدينا مزارعا وأغناما وحقولا وأشجارا ولكنها سبحان الخالق في ملكه تختلف كثيرا عن التي تملكونها أنتم معشر البشر وتعتادون عليها”.
سومور أخبرني وهل من بشري يستطيع دخول عالمكم وقتما شاء؟!
سومور: “يوجد عدة مداخل تتصل بعالمنا وعالمكم ولكن القليل جدا من جنس البشر من يعلم عنها، فيستطيع زيارتنا من خلالها، وهناك البعض من بني الإنس من يتم خطفه والنزول به بباطن الأرض فكما تعلم كثيرا ما تحدث وقائع اختطاف واختفاء تكون معظمها بسبب الجن وأساليبهم المختلفة وقدرتهم التي تفوق خيالكم أنتم البشر”.
الآن هل يمكنني رؤية شكلك الحقيقي يا سمومور؟!
سومور بضحكة خفيفة: “أتعلم لن يمكنك رؤية شكلي الحقيقي، ليس لأنني لا أريد أن أريك إياه، ولكنني إن أصبحت على طبيعتي فلن تراني بطبيعة خلقك وخلقي الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه”.
تداولت الأيام بيننا، وبكل ليلة كان يأتي سومور ونتسامر سويا، لقد أصبح جزءا مهما في حياتي لا يمكنني الاستغناء عنه، عوضني ما فقدته من حنان وعطف جدي الراحل الذي لطالما اهتم لأمري ولكل شئوني منذ رحيل والدي عني في حادث سير…
وفي إحدى الأيام جاء سومور وقد بدا عليه الحزن الشديد، لم يتفوه بكلمة واحدة ولم يفعل أي شيء على غير عادته إلا أنه جلس بجواري حزينا…
ما بك يا سومور ولم تبدو حزينا هكذا؟
نظر إلي وبدا عليه وجعا شديدا وقال: “لقد أخبرني بعض معارفي من الإنس أن الملك “ساسان” قد استعان بسحرة اليهود مجددا ليمنعني من حمايتك، وخاصة وقد اقترب اليوم المنتظر (يوم ظهور القمر الدموي)”.
لا تقلق يا سومور لن يحدث شيئا، تفاءل بالخير تجده.
سومور: “ليس ذلك كل ما يقلقني، بل طلب منهم أيضا عمل طلسمة لك لكي لا تحرر الأميرة “سلمى” من سجنها فتدوم فيه للأبد”.
لا داعي للقلق، فآخر كلمات كانت على شفاه جدي قبل رحيله وأنا أتوسل إليه ألا يخلع الخاتم من إصبعه “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”، وأنا حمدا لله لا أترك صلاتي مطلقا وأحصن نفسي دوما بالأذكار علاوة على حفظي لكتاب الله وكأن جدي رحمه الله تعالى كان يعدني لمثل ذلك اليوم، دعها على الله وستنفرج كل الكروب ولا تحزن يا سومور.
ولم يمر على حديثنا عن “ساسان” واستعانته بسحرة اليهود حتى اختفى “سومور” ولم أراه مجددا!
كان لزاما علي البحث طويلا والاستعانة بكل مصدر متاح وغير متاح لمعرفة كل ما يتعلق بظاهرة القمر الدموي حتى أتمكن من إتمام المهمة التي أسندت إلي من قبل جدي الراحل وسومور الذي لا أعلم عنه شيئا.
علمت كل شيء يدور حول ظاهرة الكون الغريبة التي لا تحدث إلا كل عشر سنوات مرة واحدة، وها قد حان موعدها ولكنني في حيرة من أرم ويتملكني خوف شديد من هذا الذي يدعى “ساسان” والذي يبدو أنه خبيثا للغاية ولا يعرف للملل ولا الفشل سبيل، ولكني دائما ما أدعو خلقي أن يلهمني القوة حتى أتمكن من هزيمة قوى الشر وتحقيق عدالته السماوية، فإنني أعلم من صميمي أنه سبحانه وتعالى قد اختارني لهذه المهمة…
لا أعلم حقا ما الذي سيحدث باليوم المنتظر، هل سأمكن حقا من تحقيق النجاح بفك الطلسمة من الأميرة “سلمى”؟!
أم سيعترض طريقي “ساسان” وجيوشه ويقوموا بقتلي؟!
على العموم إن حققت النجاح فسأعود لأروي لكم القصة كاملة، وإن لم أفعل فيمكنكم معرفة نهايتها بمفردكم…
لقد قتلني الجن!