تهل علينا الخيرات بحلول الأشهر المباركة، فأيام قليلة وينتهي شهر شعبان الفضيل ليهل علينا شهر رمضان الكريم، حاملاً المسك والطيب والراحة والسكون، فاللهم بلغنا رمضان وأجعلنا فيه من المقبولين، نقدم لكم من خلال موقع ويكي العربي موضوعات إسلامية تهم كل مسلم حول العالم.
ثبت في أكثرَ من حديث مشروعيةُ قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة.
فعن طلحة بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه قال: “صلَّيتُ خلف ابن عباس – رضي الله عنهما – على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال: لِتَعلموا أنها سُنة”[1].
وعن أبي أُمامةَ صُدَيِّ بن عجلانَ الباهليِّ رضي الله عنه أنه قال: “السُّنةُ في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأمِّ القرآن مُخافَتةً، ثم يكبِّر ثلاثًا، والتسليم عند الآخرة”[2].
ولهذا ذهب جمهور أهل العلم إلى مشروعية قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة، وهذا هو الصحيح؛ للأدلة السابقة، لكنهم اختلَفوا في حكم قراءتها؛ فمنهم من استدلَّ بهذا الحديث على الوجوب، وهو قول كثير من أهل العلم، منهم الشافعي[3] وأحمد[4] وإسحاق[5]، ذهبوا إلى أن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة واجبة، بل قال بعضهم بأنها ركن.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنها مستحبة فقط، وقالوا: الأدلة السابقة تدل على الاستحباب فقط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية[6]: “وهذا الصواب”.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن قراءة الفاتحة لا تُشرَع في صلاة الجنازة، منهم أبو حنيفة[7] ومالك[8]، والثوري والأوزاعي[9]، وقد رُوي هذا عن ابن عمر وأبي هريرة[10].
[1] أخرجه البخاري في الجنائز – قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة (1335)، وأبو داود في الجنائز – باب ما يقرأ على الجنازة (3198).
[2] أخرجه النسائي – في الجنائز – باب الدعاء (1880)، وصححه الألباني.
[3] انظر: “الأم” (1/ 270)، “المهذب” (1/ 140).
[4] انظر: “مسائل الإمام أحمد” رواية ابنه عبدالله، ص(138) فقرة (513)، “المغني” (3/ 410 -411)، “الكافي” (1/ 260).
[5] انظر: “المغني” (3/ 411).
[6] انظر: “مجموع الفتاوى” (22/ 274).
[7] انظر: “شرح معاني الآثار” (1/ 501)، “فتح القدير” لابن الهمام (2/ 112 -113).
[8] انظر: “المدونة” (1/ 174).
[9] انظر: “المغني” (3/ 411).
[10] أخرجه عنهما مالك في “الموطأ” (535 -537).
