الاحاديث النبوية الشريفة هي مرجعيتنا الثانية بعد القرآن الكريم، لتعلم المباديء والاخلاق الاسلامية السامية، وهي مفتاح التعامل في الحياة الدنيا وحتي الوصول الي الأخرة في جنة الجلد، من خلال موقع ويكي العربي نقدم الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، من مصادر علماء المسلمين والسنة.
متن الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه».
الشرح: هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى رحمة واسعة.
وهذا الحديث فيه من الفوائد، ومن الحِكم الشيء الكثير، فأبو هريرة يروي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»، وهذا من فضل الله عز وجل، فالإنسان بشر يعتريه الخطأ والنسيان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون» رواه الإمام مسلم.
فالإنسان من طبيعته النسيان، فإذا نسي وهو صائم في رمضان، أوفي صوم كفارة أو في غيرهما، فشرب أو أكل أو تعاطى مفطرًا آخر نسيانًا، فإن صومه صحيح لهذا الحديث الصحيح، وفي رواية أخرى عند الحاكم في مستدركه «من أفطر في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة» هذا أيضًا رواه البيهقي وابن حبان، وحسنه الشيخ: الألباني في إرواء الغليل، فلو أن الإنسان أكل ناسيًا أو شرب ناسيًا أو جامع ناسيًا فإن صيامه صحيح، ولا قضاء عليه ولا كفارة، إذا فعل ذلك ناسيًا والله تعالى أعلم بالحقائق، فالله يعلم بالحقيقة، والله يعامل هذا على ما هو عليه من صدق أو كذب، لكن إذا كان الإنسان ناسيًا فلا قضاء عليه رحمة من الله تبارك وتعالى ومنه، أما إذا كان يكذب فهذا أمره إلى الله، لا تنفعه الفتيا ولو أفتاه المفتون، فعليه إثم ما فعله، لكن ما دام أنه فعل ذلك ناسيًا، ووقع في الأكل أو الشرب ناسيًا فإن صومه صحيح، وهذا من فضل الله تبارك وتعالى، ومن سعة رحمة الله تبارك وتعالى، وعفوه ولطفه على عباده سبحانه وتعالى.
من أهم الفوائد هذا الحديث: صحة صوم من أكل أو شرب ناسيًا، وأن الصوم لا يبطل بالأكل والشرب نسيانًا، وأيضًا ليس عليه إثم في هذا، ولا ينقص هذا الصيام بالأكل والشرب ناسيًا، لأنه قال: «فليتم صومه»، فليس عليه إثم لأنه ليس باختياره إنما أطعمه الله وسقاه، لأنه وقع بغير اختيار منه، والله عز وجل هو الذي قدر عليه هذا.
وأيضًا: ينبغي على الإنسان إذا رأى إنسانًا يأكل أو يشرب أو يتعاطى مفطرًا في نهار رمضان، أن يحسن الظن به، وأيضًا أن يذكره، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ولا يقول مثل ما يقول بعض الناس وهذا خطأ: لا أريد أن أقطع عليه أن الله عز وجل أطعمه وسقاه وما أشبه ذلك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.