الحياه مليئة بالكثير من الحكايات والقصص منها الجميل ومنها المرعب ومنها المليئ بالغموض ومنها المثير الشيق ومنها الأحداث المخيفه الواقعية التى حدثت بالفعل ومنها التى من نسيج الخيال اليوم في موقع ويكي العربي نقدم باقه متنوعه من القصص الخياليه والواقعية فتابعونا .
كثير منا يعشق قصص الرعب بكل وجوهها، فيتطرق لكل ما يخيف ولكن عندما تحكم عليه الأقدار ليقع في أحداث تلك القصص المخيفة تتغير نظرته بصورة كاملة ودائمة عن الرعب ووجوهه.
20 عاما، أعيش مع جدتي التي لم يتبق لي من كل الدنيا غيرها بعد وفاة والدي قبل ولادتي لظروف لا أملك الشجاعة لأتحدث عنها، أما عن والدتي فقد رحلت عن الحياة بعدما أصيبت في حادث سير خطير للغاية وقد أودى بحياتها على الفور؛ نهنأ برغد العيش إلى حد ما، فقد ترك لنا والدي عدة مباني ومحلات نؤجرها بمبالغ لا بأس بها على الإطلاق.
تبدأ قصتي المخيفة بيوم عطلة نهاية العام الدراسي، فقد أرادت جدتي الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة، ومكثت بالمنزل وحيدا لحين عودة الجدة التي ألحت علي كثيرا للذهاب معها ولكنني لم أكن أعلم سبب تهربي من الذهاب معها حينها؛ وبأحد الأيام كنت بسيارتي وفجأة رأيت وجها مألوفا بالنسبة لي ينظر إلي بابتسامة خفيفة تطمئن لها القلوب وتسكن إليها، فتذكرت إنه “محمد” صديقي بمرحلة الإعدادية.
اقترب مني وتعرف كل منا على الآخر بالرغم من طيلة السنوات التي مضت على فراقنا حيث أنه قد انتقلت أسرته إلى بلدة أخرى وعلى إثرها تم نقله من المدرسة التي اعتدنا على الذهاب إليها منذ صغرنا، لقد كنا بمثابة التوأم قبل رحيله، فهو شخصية جميلة للغاية يمتلك قلبا طيبا وروحا لا تمل منها مطلقا، فهو صديق صدوق بمعنى الكلمة، فتعاهدنا على الاجتماع من جديد كما كان بالسابق.
ارتاد “محمد” منزلي صباحا ومساءا وخاصة لأن جدتي مسافرة، وبيوم من الأيام قدم إلي “محمد” ويحمل معه صندوقا غريبا كتبت عليه كلمة ويجا باللغة اللاتينية، وعندما استفسرت منه عن ماهية صندوقه، أجابني قائلا: “إنها لعبة عالمية ولكنها تستخدم من أهل الغرب، يتم من خلالها تحضير الأرواح وسؤالها من قبل اللاعبين عما يريدون ويرغبون بمعرفته، ومن دور الأرواح تحرك الكوب الملصق باللعبة إلى الحروف لتكوين الكلمات المجيبة عن أسئلتهم حيث يضع اللاعبون أيديهم بخفة وروية على الكوب الذي يتحرك بدوره إلى تكوين لكلمات بواسطة الحروف أو الأرقام، لقد اشتريتها من إحدى الشوارع بأسكوتلندا، دفعني فضولي لتجربتها وخاصة عندما رأيت هيئتها والغموض المخبئ بثناياها، لقد اضطررت إلى دفع 15000 جنيه للحصول عليها”.
تعجبت من حال صديقي، كل هذا المبلغ من أجل لعبة يبدو من هيئتها لا تجلب إلا الخوف والرعب في الصدور، وبعد إلحاح دام طويلا منه اقتنعت باللعب معه، وعندما سألني عن الروح التي أريد أن أحضرها، جاوبته بشغف الحاكم الفاطمي، ولما اخترته تحديدا؟!، لأني تذكرت حين سؤاله كل حيرة المؤرخين عن موت الحاكم الفاطمي الغامض فانتابني الشعور بقدرتي على سؤالي عن موته والسر وراء كونه غامضا حتى يومنا هذا.
اتخذ “محمد” طقوسا معينة قبل شروعنا باللعبة، أضاء نورا أحمرا صراحة لقد ارتعبت بعض الشيء، وزاد رعبي عندما شرع بالكلام بلغة غير مفهومة كليا بالنسبة لي، وانتظرنا قرابة العشرة دقائق ولكن دون جدوى، مرة واحدة صحت في وجهه قائلا: “محمد إننا لم نأكل شيئا أصلا، وأنت تحطم أعصابنا علاوة على ذلك بلعبتك التافهة هذه”.
تركنا اللعبة على الفور وذهبنا للخارج لنأكل شيئا، وبعد ساعتين ونصف عدت إلى منزلي لأستريح، وأول ما دخلت وقعت عيني على اللعبة يا للحظ لقد نسيها محمد، صراحة كلما نظرت إليها أصابني الخوف، ولكنني لاحظت شيئا غريبا للغاية بها!
عندما تركناها قبل ذهابنا لقد كان الكوب مقلوب رأسا على عقب وعندما عدت وجدت الكوب معدولا، هناك من عبث باللعبة بعد رحيلنا، للحظات طويلة تملكني الخوف فأردت أن أطرد كل هواجسه من نفسي الأمارة بالسوء لذلك اتصلت على محمد لأستفسر منه من باب قطع الشك باليقين، وعندما سألته أجابني بكلمات لها أثر على نفسي كأثر الصاعقة الواقعة من السماء، إذ أجابني قائلا: “لا يمكن للكوب أن يتخذ هذه الهيئة من تلقاء نفسه إلا في حالة حضور الروح المرادة بعد تحضيرها”
لا سامحك الله يا صديقي، علمت حينها أنني في ورطة لا محالة، ولن ينقذني منها إلا خالقي…
ما الورطة التي أوقع خالد نفسه بها؟!
وهل سيتخطى ورطته أم ماذا سيحدث له؟!