رؤساء وحكام

بداية تأسيس جامعة الدول العربية

شارك المقالة مع أصدقائك

تأسيس جامعة الدول العربية

تطور التنافس على قيادة العالم العربي في الغالب بين المؤسسات السياسية في العراق ومصر في الفترة التي تلت فشل انقلاب رشيد علي. ولقد شجع دعم إيدن المعلن لزيادة العلاقات العربية نوري السعيد من العراق على اقتراح خطته للوحدة العربية في يناير 1943 والتي يطلق عليها اتحاد الهلال الخصيب. واعترفت الخطة بالروابط اللغوية والثقافية والاقتصادية بين دول منطقة الهلال الخصيب وكذلك الاختلافات بين سكانها. وقامت بالسعي إلى توحيد تلك الدول في عملية قائمة على مراحل حيث ستشهد المرحلة الأولى أن تتحد سوريا وشرق الأردن وفلسطين ولبنان مع استقلال محدود لليهود في فلسطين وحقوق خاصة للمسيحيين في لبنان.

بعد ذلك تم تشكيل دولة الشرق والعراق جامعة عربية يمكن أن تنضم إليها دول عربية أخرى والتي ستشرف على مسائل الدفاع والسياسة الخارجية والجمارك والعملة وحماية الأقليات.

ويعكس الاقتراح مجموعة من العوامل وهي الطموحات التوسعية للهاشميين ومحاولة المؤسسة السياسية العراقية لتأمين القيادة العربية في تنافسهم مع مصر واحتضان حقيقي لهوية العرب من جانب القادة العراقيين.

وقامت حكومة نحاس باشا المصرية بإطلاق مبادرة منافسة لإقامة علاقات عربية أوثق وأرسلت وفودا إلى العديد من الدول العربية. وقامت شخصيات قومية عربية مؤثرة في البلاد بالسعي إلى التأكيد على الشخصية العربية لمصر.

وفي الفترة من 25 سبتمبر إلى 8 أكتوبر 1944 عقد قادة العراق وسوريا والسعودية ولبنان وشرق الأردن واليمن والمجتمع العربي الفلسطيني في الإسكندرية بمصر في اجتماع استضافته الحكومة المصرية وانتهى باتفاق عُرف باسم بروتوكول الإسكندرية.

دفع ناصر إلى إتفاق أمني عربي جماعي في إطار جامعة الدول العربية وكان أحد الجوانب الرئيسية لذلك هو الحاجة إلى مساعدات اقتصادية لا تعتمد على السلام مع إسرائيل وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية أو بريطانية داخل الدول العربية. وقد قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس وتحدى مباشرة هيمنة القوى الغربية في المنطقة. وفي الوقت نفسه فتح مصر كمنطقة للحرب الباردة

وبسبب دلالات هيمنة الحرب الباردة في المنطقة تلقت مصر أيضا معونة من الولايات المتحدة ، التي سعت إلى تعزيز القومية العربية الناشئة كحاجز أمام الشيوعية.

وهنا أصبحت قضية فلسطين والمعارضة للصهيونية نقطة التقاء للقومية العربية من منظور ديني ومنظور عسكري. إن حقيقة كون الصهاينة يهودا قد روجت لنكهة دينية لخطاب كره الأجانب وعززت الإسلام كميزة مميزة للقومية العربية. الهزيمة المهينة في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 عززت من تصميم العرب على الاتحاد لصالح المثل القومية القومية.

ولقد رفض القوميون العرب عموما الدين كعنصر أساسي في الهوية السياسية وعززوا وحدة العرب بغض النظر عن الهوية الطائفية. ومع ذلك فإن حقيقة أن معظم العرب كانوا مسلمين قد استخدم من قبل البعض باعتباره لبنة مهمة في خلق هوية وطنية عربية جديدة.

 

السابق
تاريخ الممالك الحديثة للعرب قبل الاسلام
التالي
الفاشية: تيار سياسي