الحياه مليئة بالكثير من الحكايات والقصص منها الجميل ومنها المرعب ومنها المليئ بالغموض ومنها المثير الشيق ومنها الأحداث المخيفه الواقعية التى حدثت بالفعل ومنها التى من نسيج الخيال اليوم في موقع ويكي العربي نقدم باقه متنوعه من القصص الخياليه والواقعية فتابعونا .
ونستكمل قصة منال المريضة النفسية وهي تحكي لطبيبها قصتها الغريبة ، وما جعلها تحاول الانتحار اكثر من ثلاث مرات ، وذلك لتطفلها وتدخلها فيما لا يعنيها من الاساس ، ودخولها تلك الغرفة السوداء المظلمة كريهة الرائحة مغلقة الباب دائما
وتستكمل منال قائلة : وقبل أن اخطوا إلى داخل الغرفة ظهر عامل البوفيه العجوز ، كالموت فجأة أمامي وأغلق الباب في وجهي ، قائلا بعنف :- إياك أن تفتحي الباب ثانيتا هل تفهمين ، وابتعدي عن هنا لمصلحتك ، يا فتاة حتى لا تندمين .وبعدها صمتت لخمس دقائق وهي تنظر إلى عيون الطبيب بذعر ، وهنا قال الطبيب :- هيا منال ماذا حدث ، هل دخلت الغرفة المظلمة ؟
وهنا صرخت من جديد بهستريا ولم تجد أمامها شيء تقذفه بيه ، إلا المقعد التي تجلس عليه ، وهي تصرخ بغضب:- هل تقول الغرفة المظلمة من جديد ، ومن أخبرك بالأمر ، كنت اعرف بأنهم لن يتركوني ، وشأني ولكني لن أخبر أحد بأمرهم مهما فعلتم ؟
وجد الطبيب نفسه ملقى على الأرض ، لا يستطع الصراخ وفوقه ذلك المقعد الثقيل ، وكانت منال تصرخ بهستريا :- قل لي من أخبرك بالأمر الآن ، أيها الرجل وإلا قتلتك ، حاول أن يتكلم ويجعلها تهدأ ، فلم يستطع فلقد كانت رئسه تنزف بغزارة ويشعر بالدوار ، فلقد ضربته تلك الفتاة الغبية بكل قوتها ، وقذفته بالمقعد في وجهه وشعر بأنه سيفقد الوعي ، في أي لحظة فامسك ذلك الزر بصعوبة ، وضغط عليه ليستدعي الممرضة بالخارج وكان هذا أخر شيء يتذكره ، دخلت الممرضة فوجدت الطبيب فاقد الوعي ، وينزف بغزارة وتقف منال في ركن الحجرة تبكي بهستريا .صرخت الممرضة في وجهها وهي تقترب من الطبيب:- ماذا فعلت أيتها المجنونة ..
صرخت منال وهي ترتعد :- لم افعل له شيئا ، هم من فعلوا صدقيني ، رددت الممرضة بغيظ :- هم يا لك من مختلة حقا وبعدها استدعت عامل النظافة ، وحارس العيادة واتصلت بالاسعاف والشرطة ، وتم نقل الطبيب الى اقرب مستشفى وذهبت منال الى قسم الشرطة ، وبعدها تم تحويلها الى مستشفى الامراض النفسية والعصية ، وهناك كانت منال دائما تجلس وحيدة اسفل الفراش ، وتغطي وجهها بغطاء السرير ، وكانوا هناك يتركونها تفعل ما تريد مادامت لن تؤذي احد.
إلا ذلك الممرض مراد كانت الفتاة تعجبه وتجذبه ، ولا يستطع إلا التفكير فيها وفي وجودها أسفل الفراش ، فلقد كان دائما يراقبها وكانت هي لا تغادر من اسفل الفراش ، حتى وقت الترفيه فلم تخرج للتنزة بالحديقة كباقي المريضات يوما حاول الاطباء معها كثيرا ولكن حالة الفزع والصراخ الهيستيري ، كانت تصيبها ان حاول احد أجبارها على الخروج من اسفل الفراش .
فتركوها تفعل ما تريد وفي ذلك اليوم ، خرجت جميع المريضات من العنبر إلى حديقة المستشفى للتنزه وظلت منال كما هي اسفل الفراش تغطي وجهها بملائة السرير ولم تغادر ، اقترب هو منها ببطء وهو يتلفت حوله يمينا ويسارا فأخيرا أتته الفرصة التي تمناها منذ أن دخلت منال المستشفى ، وعرف قصتها اغلق باب العنبر خلفة بهدوء تأكد بأن أحد لم يشعر بوجوده معها بالعنبر وحيدا .
نزل لها أسفل الفراش ورفع غطاء السرير ، من على وجهها قائلا :- لا تخافي منال تعالي معي ولا تصرخي من فضلك – ماذا تريد مني ؟
– اريدك أنت
– ماذا تعني فإن كنت تعتقد بأنني مجنونة ، فانت مخطىء فأنا اعقل منكم جميعا؟
– أعرف بأنك لست مجنونة كالأخريات ، فأنت مميزة وجميلة اخرجي منال من اسفل الفراش، وأخبريني ماذا رأيت هناك يومها ؟
– رأيت ماذا؟
– في ذلك المكان البعيد المظلم ، هل تتذكرين اخبريني لترتاحي وسوف اساعدك ، فأنا اعرف بأنهم يحومون من حولك فلقد مررت بنفس ظروفك منذ سنوات ورأيتهم ولم يصدقني أحد ، إلا أبي الذي ساعدني، وقال لي بأن أتجاهلهم ومن يومها وهم يظهرون لي ، وتعلمت ألا أركز معهم حتى أستطيع العيش فأنا أعرف بأنهم حولنا يعيشون وليس الجميع يراهم ولكننا رأيناهم لسبب ما لا أحد يعلمه إلا الله نظرت له طويلا ، ثم قالت بعد أن أخذت نفسا عميق وهي تنظر الى ركن الغرفة المظلم بجوار الباب قائله:-
هل ترى ما أراه هناك بجوار الباب؟
فهز رأسه بنعم يرى كل شيء ولن يتكلم حتى لا يضعوه معها بمستشفى المجانين ، بعنبر الرجال فهناك اشياء لا ينبغي ان نخبر احد عنها حتى لو كنا نراها باستمرار.